كلاشنكورة: ميسي من كوكب آخر فعلاً.. كوكب المنشطات!
كلاشنكورة فقرة شبه يومية يقدمها موقع أبوظَبي اَلرياضي ضمن سلسلة هاتريك، فقرة تنتقد بعض التصرفات في عالم كرة القدم وتتوقف مع بعض التصريحات المبالغ فيها.. فقرة هدفها الابتسامة، لكن في الوقت نفسه التحليل.
الآن فهمنا المسألة، وبات الأمر منطقياً أكثر من أي وقت مضى، فما يقدمه ميسي لا يقدمه بشر بشاهدة ثلاثة أرباع البشر! لكن اتضح الآن أنه ليس من كوكب آخر كما يقولون ولا هم يحزنون، إلا إن كان اسم الكوكب “منشطات”!
إذاً هي المنشطات يا ميسي، لا تنكر، اعترف، سلم نفسك، المكان كله محاصر! فقد أعلنها سائق الدراجات الهوائية أوسكار بيريرو قائلاً: “الجميع اتهم أرمسترونغ بتناول المنشطات لأنه تناول عقاقير تقوي من أدائه، لكن ما يحدث في كتلونيا ومع ميسي لم يلتفت إليه أحد لأنه اعتبر علاجاً لمشكلة نموه عندما كان صغيراً.. لولا تناوله المنشطات وهرمونات النمو لما أحدث طفرة في عالم الكرة”!
لقد شطحت شطحة شطحاء يا بيريرو! أن تقارن طفل يعاني من مشكلة نمو تتوجب العلاج، مع رياضي تلاعب بالعالم لسنوات وفاز بالبطولات دون استحقاق بعد أن شكل فريقا من الأطباء يستطيعون إخفاء تعاطيه للمنشطات! فهذا كلام لا يمكن وصفه إلا بالـ”هراء” على أفضل تقدير! تقارن طفل أراد أن يكون طبيعيا مع رجل تعاطى المنشطات وتم ضبطه متلبساً بفضيحته! ويا ليته كان قبل أن يكشف قد شعر بتأنيب الضمير وسلم نفسه واعترف وتاب! بل إنه وبدلاً من ذلك، خرج بكل “بجاحة” ليتفاوض على العقوبة، بحيث يبين كيف كان أطبائه يتلاعبون بفحص المنشطات، بشرط أن يسمحوا له بمزاولة الرياضة.. لأجد نفسي أعارض زميلي محمد عواد الذي كتب عنه ووصفه بـ”أحقر رياضي“، فهو ليس الأحقر فقط، إنه “الأوطى” أيضاً!
وحتى لو افترضنا جدلاً أن الصغير ميسي لم يكن يتناول المنشطات وهرمونات النمو بسبب مرض، وأنه كان يحبها كالآيس كريم، فذلك لا يعني شيئاً الآن، لأنه لم يفعل كما فعل أرمستروتغ الذي كان “يديها” ويذهب ليتسابق، أو بالأصح يتضاحك على أبناء الناس! ويمكن مقارنته بميسي فقط إن ثبت أن ميسي تعاطى المنشطات في فترة بطولاته مع برشلونة.. ولو تحدثنا عن عكس “المنشطات” المحظورة، وهي “المخدرات” المحظورة، نجدها موجودة في أدوية كثيرة، وتستخدم في العمليات الجراحية.. فهل يتساوى أمام القانون والمنطق والعقل من تخدر لأنه مريض، مع من تخدر لأنه “صاحب مزاج”؟!
أعتقد أنه يجب فحص هذا الرجل، فهذا الكلام لا يقوله عاقل وهو في وعيه، ولا يقوله المجنون وهو في وعيه، بل لا يقوله حتى “المسطول”.. من أول سيجارة!
هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إطلاقاً إلى الانتقاص من قدر أي طرف من أطراف اللعبة.