إقالة الحكومة أو تعيين واحدة جديدة ليس هو المشكلة !! .. المشكلة الحقيقية في منظومــة المصالح القويــة المحركة للطرف السياسي ، ومعنى إني بقول في المصالح "المحركة" مش المقصود بيه إن اللي في الشارع "مدفوعين" بالعكس كثير منهم أصحاب مظالم ومختلفون مع الإخوان ومرسي ، لكن الكلام على محددات "الحراك" وصناعه من مالكي "الإعلام" و الرؤوس السياسية التي تفاوض على مكاسب الأزمة وستتبرأ منها بمجرد حصولها على مكاسبها ..
إن المحرك لتنظيم المسلحين على الأرض .. هو نــفسه الذي يدفــع السياسيين الدمى لاتخاذ المواقف ، وهو نــفسه الذي يمتلك الإعلام الذي تحول من كونه "إعلاماً" إلى كونه أداة للحشد العلني والمباشر ، لا يمكن تبسيط الصراع والاندماج في المشهد "الجزئي" Focalized View دون فهم المشهد الكلي المحرك ، فكل ما نراه في الشارع بإمكانه الانتهاء بمجرد حدوث بعض المكاسب السياسية لأطراف بعينها ، وهذا المشهد تكرر كثيرا ، فتصنيع حالة "الثورة" ثم تفريغها فورا يتم بشكل أوتوماتيكي بمجرد حدوث طاريء في المشهد السياسي
إنها ليست "فوضى ثورية" .. إنها فوضى منظمة متحكم بها Mass Control ، و الابتزاز يتم في الأبواب الخلفية للتفاوض الغير معلن عنه ، حول تعديل مواد بعينها و تراجع عن مواقف بعينها تهدد مصالح طرف يمتلك هذا الطرف على أن يوظف خصومة المعارضة نفسها في إطار خدمة مصالحه ، دون الحاجة لتخوين طرف ، فالعملية تسير بشكل آلي جيد من حيث تلاقي المصالح وامتلاك الطرف صاحب الرؤية للإعلام و تحول هذا الإعلام من راصد متحيز إلا مهاجم مباشر ودوجماتي
بقلم - أنس حسن
