التيار العلماني عندما يتهم الإخوان بسرقة الثورة؛ فهو يعتقد جازما أنه صادق؛ لأنه يعتقد في قرارة نفسه أن الحكم يتم تداوله بين العلمانيين فقط؛ تماما كما يتشاجر الورثة على أرض أبيهم؛ فهم متفقون على أن تظل الأرض بينهم؛ لكن أن يأتي غريب ويفوز هو بما يظنونه أرض والدهم؛ فهو لص سرق ما ليس له
فالصراع على الحكم ظل محصورا على الفصائل المتناحرة في التيار العلماني؛ينتقل من أسرة محمد علي؛ ثم يخطفها العسكر؛ ثم يحاول جمال مبارك خطفه منهم؛ فيعترض فصيل علماني رأى أنه الأحق بالحكم؛ فشارك في الثورة؛ فلما سقط النظام وانتظر أن يتسلم الحكم من المجلس العسكري؛ فوجيء به يذهب للتيار الإسلامي؛ وبهذا خرج الحكم من الإخوة للغرباء
لذلك عندما يتحسر البعض على مبارك: ولا يوم من أيامك؛ فهو صادق لأنه لم يطق مبارك لخلاف على الأحق بالسلطة؛ فإذا به يجد السلطة تقع في يد من هو أشد خلافا معه سياسيا وعقائديا
الأمر يشبه لو أن السلفيين قرروا أنهم الأحق بالحكم من الإخوان ؛ وثاروا عليهم فشترك معهم العلمانيون؛ فلما سقط الإخوان آل الحكم للعلمانيين؛ ساعتها سيصاب السلفيون بالصدمة ويتحسرون على أيام الإخوان
ونفس الشيء للتيار الإسلامي؛ فهو يرى أن الحكم ينبغي أن ينحصر في الإسلاميين فقط؛ وأن العلمانيين سرقوه منهم ٢٠٠ سنة؛ والإخوان يقولون إن عبد الناصر سرق ثورة١٩٥٢ منه
الأمر أن كل طرف يعتقد أنه الأحق بالحكم؛ وأن الطرف الآخر منحرف لا يجوز أبدا أن يحكم