حالة من الانقسام سيطرت بقوة على موقف أحزاب وجماعات الإسلام السياسي من الدعوة لمظاهرات 25 يناير القادمة، وفى الوقت الذى أكدت فيه القوى الثورية والمدنية على الحشد الأكبر فى هذا اليوم تحت شعار إسقاط النظام وحددت خطة الخروج والتظاهر فإن القوى الإسلامية تناقضت مواقفها .
فقد أبدت الدعوة السلفية وذراعها السياسي حزب النور تحفظا واضحا فى موقفها تجاه المشاركة وذكرت صراحة فى بيان لها أن الحزب لن يشارك بصفة رسمية فى هذا اليوم وأن الأحوال الأمنية والسياسية والاقتصادية لا تحتمل أية مظاهر ثورية أخرى وأن هذا ليس وقت الاحتفال.
أما حزب السلام والتنمية ، الذراع السياسى لتنظيم الجهاد، فقد أكد مشاركته فى فعاليات الذكرى الثانية للثورة وذلك من خلال تنظيم وقفة إحتجاجية أمام مدينة الإنتاج الإعلامى للمطالبة بتطهير الإعلام وتحقيق واستكمال أهداف الثورة. أما حزب البناء والتنمية ، الذراع السياسى للجماعة الإسلامية فقد أكد مشاركته فى فعاليات ذكرى الثورة داعيا لتجنب الصدام و الحفاظ على سلمية الثورة. يأتى هذا فى الوقت الذى أعلنت فيه الجبهة السلفية عن نزولها ميدان التحرير يوم 25 يناير للمشاركة داعية لعدم رفع أى لافتات مسيئة أو ترديد شعارات مستفزة.
وحول موقف جماعة الإخوان المسلمين فقد ذكر د. أحمد عارف المتحدث الإعلامي للجماعة : إن الجماعة سوف تجعل الاحتفال بذكرى 25 يناير معركة تنموية حقيقية على أرض الواقع، وإن الجماعة سوف تبتعد عن كل أشكال الجدل السياسى. وأوضح "عارف" أن الجماعة أطلقت حملة "مصر يا أم ..ولادك أهم" لهذا الغرض، وسوف تتجنب كل التعبيرات الانفعالية من جانب المعارضة.
وتعبيرا عن حالة القلق والشعور بالاستفزاز لدى القوى الإسلامية من الدعوات التى تطالب بإسقاط النظام فإنه فى المقابل هناك دعوات تهدد بإعلان الثورة الإسلامية فى مصر ومواجهة العنف بالعنف. وفى هذا الإطار صدرت تصريحات عنيفة من رموز التيارات الإسلامية للرد على دعاوى 25 يناير 2013 .
حيث قال الشيخ سعيد عبدالعظيم، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية بالإسكندرية فى تصريح سابق له أن العلمانيين لو حاولوا إسقاط الرئيس (الإسلامي) محمد مرسي، واقتحموا قصر الاتحادية، فنحن لن نقف مكتوفي الأيدي، بل سنقوم بثورة إسلامية كبرى في مصر، وسنخرج عليهم بأعداد لا قبل لهم بها.
وقال الدكتور يسرى حماد نائب رئيس حزب الوطن فى تصريح سابق له أنه فى حالة تعرض الرئيس محمد مرسى للخطر ستقوم على الفور ثورة إسلامية، بحكم إسلامي كامل على أرض مصر وأضاف حماد، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي أن الأغلبية اللى متخيلين إن المجلس العسكري يرجع يحكم مصر ويمسكها رئيس عسكري أو رئيس على كيفهم أحب أفهمهم أن أقوى جيوش العالم لا تستطيع ردع ثورة إسلامية ولا حتى ثورة عادية.
وثمة تصريحات ومقالات أخرى تحذر من رد فعل القوى الإسلامية الذى لن يكون له مثيل ومن ثم دخول البلاد فى صراعات عنيفة بين التيار الإسلامى والتيار المدني فى حالة تداعى النظام الحالى.
